رام الله-02/03/2021 أطلق البريد الفلسطيني مؤخراً خطة تطويرية لتسليط الضوء على التحسينات الخدماتية والمعمارية المتمثلة بإعادة تأهيل مكاتب البريد وافتتاح مكاتب جديدة لتقديم خدمات جديدة للمواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وشملت الخطة جميع محافظات الوطن، حيث يسعى البريد إلى تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات بما يعزز من ثقة المواطنين، حيث يعمل البريد جاهداً للوصول إلى رضا الناس وتطلعاتهم من خلال تحسين الخدمات والوصول الى كافة التجمعات السكانية، فقد سعت الحكومة الثامنة عشر من خلال أجندة السياسات الوطنية 2017- 2022 إلى المواءمة بين جميع مكاتب البريد في جميع المحافظات بما فيها مكتب بريد محافظة رام الله والذي يكتسب أهميته الحالية نظرا لما تشكله المدينة من مركز لكافة المؤسسات والوزارات السيادية في فلسطين.
بعد انتهاء الانتداب البريطاني أصبح بريد رام الله كباقي مكاتب بريد الضفة الغربية الرئيسية (القدس، نابلس، بيت لحم، الخليل) يدار من قبل الحكومة الأردنية حتى عام 1967، وقد تم وضع حجر الأساس وافتتاح مكتب بريد رام الله بمكانه الحالي بواسطة الملك حسين بن عبد الله ملك الأردن عام 1963 حتى أصبح مكتب بريد رام الله أحد معالم المدينة وسمي الشارع المحاذي له بشارع (نزلة البريد) نظراً لأهمية هذه المؤسسة كمركز للتوصيف والاستدلال بها.
وبالرجوع إلى بعض المصادر وقدامى الموظفين الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة فإن بريد رام الله كان يعتبر كمركز للمحافظة بما يقدمه من خدمات لجميع القرى والتجمعات السكانية المحيطة، ونظراً لازياد الحاجة لخدمات البريد فقط تم التوسع بافتتاح مكاتب بريد البيرة وبيتونيا وسلواد ودير دبوان وسنجل في فترة الحكومة الأردنية، حتى أصبح يضم 12 فرع بشكله الحالي: بيرزيت، بني زيد الغربية، المزرعة الشرقية، مجمع الدوائر في رام الله، عبوين، روابي، إضافة إلى بريد الطيبة الذي يقدم خدمة النافذة الحكومية الموحدة.
في عام 1967 حيث العدوان واحتلال باقي فلسطين أصبح يدار البريد الفلسطيني بواسطة إدارة الاحتلال وكان من أكثر القطاعات خضوعاً للسيطرة والرقابة بسبب أهميته الاقتصادية والأمنية وتركزت الخدمات البريدية في فلسطين إبان الاحتلال في المدن الرئيسيـة فقط وتقدم خدماتها بالوكالة عن البريد الإسرائيلي واقتصر الإرسال للبريد الفلسطيني مـع الدول الأجنبية فقط بسبب مقاطعة الدول العربية لإسرائيل واستعمال قسائم الجواب الدولية التي كانت تباع بأضعاف ثمنها للجمهور الفلسطيني مخالفين أبسط قوانين القانون الدولي، بالإضافة لذلك استخدم الاحتلال مؤسسة البريد كأحد أذرع الاحتلال من ناحية جمع الضرائب و جمع المخالفات المالية مثل مخالفات السير.
لدى مكتب بريد محافظة رام الله تاريخ حافل في تأهيل وتدريب العديد من الموظفين الذين استطاعوا إحداث تطوير في الخدمات وتحسينها وارضاء المواطنين، وفي هذا الصدد قالت مدير بريد محافظة رام الله سهاد غنام "بدأت العمل في مكتب بريد رام الله بوظيفة مسؤول شباك عام 2003 على بند البطالة الموازية قبل استلام صندوق البريد المسجل الداخلي والخارجي الوارد والصادر بما فيها الرسائل والطرود واستلام عهدة مالية إضافة إلى اتقان العمل على كافة الصناديق الموجودة بالمكتب".
وأضافت غنام أنها استطاعت تطوير مهاراتها من خلال التدريب على كافة أعمال البريد إضافة إلى المشاركة في الدورات التدريبية التي ساهمت في تطوير العمل، وبينت أن نجاحها في هذه المهام جاء بدعم من الوزارة من خلال تطوير الكادر البشري وبفضل العمل الجماعي داخل أقسام المكتب.
وأشارت مدير مكتب بريد رام الله أن استلامها لإدارة المكتب كانت خلال سبتمبر من العام الماضي 2020 قائلة أنها عملت على خطة لتطوير العمل في 12 مكتب فرعي تابع لبريد محافظة رام الله، وبينت غنام أنها ومنذ استلامها للمكتب عملت على إعداد خطة لتحسين نوعية الخدمات المقدمة وزيادة ثقة الجمهور من خلال المصداقية في استلام وتسليم المواد البريدية للجمهور بأقصى سرعة ممكنة ضمن الامكانيات المالية والبشرية المتاحة، مشيرة إلى اهتمامها بالنطاق الخارجي للمكتب المتمثل بالمكاتب الفرعية من خلال تدريب الكوادر البشرية في تلك المكاتب وتعميم الخبرات على جميع الموظفين والعمل ضمن فريق نظرا لتعدد المهام والعمليات البريدية والمالية وتنوعها.
تتحدث الموظفة حياة شبيب عن تجربتها في البريد الفلسطيني حيث عملت في بريد محافظة رام الله منذ عام 2005، استلمت عملها كمسؤول شباك و تحصيل رسوم الصناديق و تأجير واستيفاء الطلبات للإشتراكات في خدمة استئجار الصناديق والفواتير واستيفاء أقساط الجامعات وأقساط مؤسسات القروض، وأصبحت اليوم رئيس قسم الطرود منذ عام 2010 مشيرة الى أنها أصبحت تؤدي مهامها بشكل سريع ومتقن في خدمة الجمهور نظرا لخبرتها الطويلة حيث أصبحت هذه الوظيفة جزء من حياتها الشخصية ومعاملاتها اليومية من خلال اختلاطها بعدد كبير ومتنوع من الموطنين الذين يتلقوم الخدمات البريدية من خلالها.
من الجدير ذكره وبتوجيهات من معالي الوزير الدكتور اسحق سدر يجري العمل على تطوير جميع مكاتب البريد في فلسطين ضمن خطة ورؤيا ترتكز على المعايير الدولية.